شقير: حديث “البوليساريو” عن الحكم الذاتي خطوة تكتيكية لتفادي الاصطدام الأمريكي

جدل واسع أثاره إعلان جبهة البوليساريو، في خطوة لافتة، عن استعدادها “للتفاوض”، واضعة الحكم الذاتي كأحد خيارات الحل.

وقال ما تسميه البوليساريو وزير داخليتها، إبراهيم البشير بيلا، في تصريح نقلته منابر إعلامية جزائرية، أن “مبادرة الحكم الذاتي المطروحة لحل النزاع في الصحراء  “تمثل خيارًا من بين عدة خيارات ينبغي التفكير فيها لتسوية عادلة وسلمية للنزاع”.

شقير محمد، الخبير الشيون الاستراتيجية والسياسية، يرى أن “التصريح الذي يُعد سابقة من نوعها يأتي كمحاولة لعدم الاصطدام بالموقف الأمريكي الذي أكد مؤخرا على أن حل نزاع الصحراء لن يكون الا في إطار الحكم الذاتي كحل وحيد، وتعيين مستشار الرئيس ترامب لتنزيل هذا المقترح في زيارته لاطراف النزاع، والذي صرح بدوره بأن هذا الحل هو الوحيد لهذا النزاع وأن المناورات أو أي تفاوض بين هذه الأطراف لن يكون الا في إطار هذا الحل”.

وأشار شقير في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، أن “تصريح مسؤول رفيع من البوليزاريو حول النظر في الحكم الذاتي كخيار مطروح يعكس بالواضح وضع الجبهة الهش في ظل العزلة الدبلوماسية التي تعيشها الحاضنة الجزائرية وكذا في إطار الضغوط الممارسة على الجبهة، خاصة وأن هناك مبادرات من طرف بعض أعضاء مجلس الشيوخ لإدماج الجبهة ضمن لائحة الجماعات الإرهابية بعدما تم ضبط بعض عناصرها ضمن القوات المناصرة لنظام بشار الأسد الذي أُطيح به، او من خلال تدريب قواتها من طرف عناصر من حزب الله كتنظيم يعتبر لدى الامريكيين تنظيما ارهابيا”.

ويرى ذات الخبير في الشؤون الاستراتيجية، أن “المصادقة على هذه المبادرة، يؤدي إلى فقدان الجبهة أي شرعية للتعامل معها، مما دفع بها إلى اتخاذ خطوة تكتيكية على الأقل بُغية التخفيف من هذه الضغوط والعمل على ربح الوقت دون إثارة الغضب الأمريكي من خلال الظهور كمعارض لتحرك الوسيط الأمريكي ومستشار الرءيس الأمريكي من أجل حل هذا النزاع و تقريب وجهات النظر خاصة بين الجزائر والمغرب”.