2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
قُسطانية أول منطقة تقيم شراكة رسمية مع جهة الداخلة بعد توالي الاعترافات بمغربية الصحراء

في خطوة تاريخية تعكس التنامي المتزايد للاعتراف الدولي بسيادة المغرب على صحرائه، أصبحت منطقة أوكسيتانيا في جنوب فرنسا أول منطقة أوروبية تقيم شراكة رسمية مع جهة مغربية تقع في الأقاليم الجنوبية، وهي جهة الداخلة وادي الذهب.
وقد تم الإعلان عن هذه الشراكة خلال استقبال رسمي لرئيسة منطقة أوكسيتانيا، كارول ديلجا، لوفد من المسؤولين المنتخبين من جهة الداخلة وادي الذهب، برئاسة رئيسها ينجا الخطاط، بحضور القنصل العام للمغرب في تولوز، نادية التالمي.
وقد شهد اللقاء، اليوم الجمعة 25 أبريل الجاري، توقيع خطاب نوايا يهدف إلى تعزيز التعاون بين المنطقتين في مجموعة واسعة من القطاعات الاستراتيجية، بما في ذلك الاقتصاد والصناعة والتعليم العالي والبيئة.
وتأتي هذه المبادرة في سياق دولي يشهد تحولات متسارعة فيما يتعلق بملف الصحراء، مع تزايد عدد الدول الأوروبية وغير الأوروبية التي تعرب عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب وتعتبره حلاً جادًا وذا مصداقية لهذا النزاع الإقليمي.

وأكدت رئيسة منطقة أوكسيتانيا، كارول ديلجا، خلال اللقاء على الروابط التاريخية والثقافية والاقتصادية العميقة التي تجمع المنطقة بالمغرب، مشيرة إلى أن هذه الشراكة تفتح “آفاقًا واعدة لأعمالنا ومواهبنا في قطاعات المستقبل”.
وأضافت: “بوجود دار أوكسيتانيا في الدار البيضاء لأكثر من عشر سنوات، نصبح المنطقة الفرنسية الوحيدة التي تتمتع بتمثيل دائم في المغرب. واليوم، نصبح أول منطقة فرنسية تُبرم شراكة مع جهة الداخلة وادي الذهب.”
من جانبه، أعرب رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، ينجا الخطاط، عن ترحيبه بهذه الشراكة، مؤكدًا على الإمكانات الهائلة للتعاون بين المنطقتين، خاصة في ظل التطورات الاقتصادية الكبرى التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمغرب، بما في ذلك مشروع ميناء الداخلة الأطلسي.
وقد سبق توقيع خطاب النوايا تنظيم بعثة اقتصادية من أوكسيتانيا إلى الداخلة سنة 2023، مما مهد الطريق لهذا التعاون الرسمي.
ويهدف الطرفان إلى تجميع الخبرات والمهارات في مجالات حيوية مثل الطيران، والهيدروجين الأخضر، وطاقة الرياح، والتنقل المستدام، والتعاون الجامعي والبحثي، والسياحة.
ويُنظر إلى هذه الشراكة بين أوكسيتانيا وجهة الداخلة وادي الذهب كخطوة مهمة تعكس الدينامية الجديدة التي يشهدها ملف الصحراء على الساحة الدولية. فبينما تواصل دول أوروبية أخرى مراجعة مواقفها وتبني مقاربات أكثر واقعية تجاه هذا النزاع، تأتي هذه المبادرة الإقليمية لتؤكد على الفرص الاقتصادية والتنموية الواعدة في الأقاليم الجنوبية للمغرب وتعزز الروابط بين الضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسط.
يُذكر أن هذه الشراكة تأتي في سياق العلاقات الفرنسية المغربية المتينة، والتي تعززت بشكل خاص بعد اتفاقية “الشراكة الاستثنائية المعززة” بين الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون سنة 2024. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة ترجمة عملية لهذه الاتفاقية على المستوى الجهوي، وفتح آفاق جديدة للتعاون اللامركزي بين البلدين.